بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
------
كنت أقرأ في كتاب فقه السيرة للغزالي - يرحمه الله ، فوصلت عند فقرة معنونة بـ " دار الندوة " .. تعرفون القصة التي حصلت في دار الندوة و الذي كان يمثل آنذاك " برلمان مكة " عندما اجتمع عدد من سادة مكة آنذاك .. ومن بينهم أبوجهل و غيره .. وكان هذا الاجتماع تحت عنوان ..
.. " اجتماع طارئ لاغتيال محمد و إنهاء أمره حالاً "..
فقدم أبوجهل اقتراحاً .. أتت الموافقة عليه بالإجماع ..
و هو أن يُؤتى بشاب من كل قبيلة من قبائل العرب ..
فيُعطى كل واحد منهم سيفاً أو سهماً ..
و يقفوا جميعاً عند باب محمد ..
و عندما يخرج يرمونه رمية رجل واحد ..
فيتفرق دمه بين قبائل العرب .. و ينتهي الأمر و يُستراح من محمد ..!!
------
هذا كان تلخيصا لما دار في " برلمان مكة " ..
ربما هو أسلوب الغزالي الذي جعلني أنفعل مع هذه القصة مع أني قرأتها أكثر من مرة من كتب أخرى ..
لكن شعرت في هذه المرة بضيق و ألم ..
ويلٌ لكم .. ماذا ستفعلون بحبيبنا .. بأبي هو و أمي ..
أهكذا تعاملون الحق !؟ ..
سحقاً لكم و سحقاً لك يا أبا جهل ..
------
و بعد طول تأمل .. و تدبر في هذه القصة المؤلمة ..
ربطت هذه القصة بموضوع الرسوم المسيئة للنبي - صلى الله عليه وسلم -
كلكم سمعتم بالـ17 صحيفة الدانماركية التي أعادة نشر رسومها القبيحة .. و في يوم واحد ..
لابد أن يكون وراء هذه الفِعلة عقل مدبر .. وشحض واحد .. و إلا لما حدثت أصلاً ..!!
فهذا هو أبو جهل بطراز جديد .. إنتاج 2008 .. !!
إنه أبو جهل 2008
ظن أبو جهل 2008 أنه سيكون أكثر ذكاءً من جده الأكبر فبفعلته هذه سيضيع حق النبي صلى الله عليه وسلم و المسلمين بين الـ17 قاذورة .. !!
فقلت متبسماً .. إن ملة الكفر واحدة !!
------
لكن الذي يجهله هؤلاء .. أن الحق ماضٍ في طريقه ..
وهم ليسوا إلا ذبـابـاً .. في وجه الحق !!
كما كان جدهم الأكبر ..
و مزابل التاريخ هي مُستقرهم .. كما هو جدهم الأكبر ..
فسيشتمهم التاريخ و يلعنهم الناس .. و يحل عليهم غضب الله ..\
إلى يوم القيامة ..
و سيبقى محمد - صلى الله عليه وسلم - سماء ..
وهم كـلاب ..
و لا يَضِيرُ السماءَ نــبـح الـكـلاب .. !!
------
أخوكم: أحمد عصام